لا تُلبسوا رجلًا ثوبًا لم يلبسه… فيفسد عليكم دينكم ودنياكم.
4 أيام مضت
المقالات
303 زيارة
أ.بهاء الحسيني
جاء في الخبر:
ذكر تقرير لموقع أكسيوس الثلاثاء (٢٢ تموز ٢٠٢٥) أنه من المتوقع أن يجتمع مسؤولون أمريكيون و(إسرائيليون) وسوريون كبار يوم الخميس المقبل في محاولة للتوصل إلى تفاهمات أمنية بشأن الوضع في جنوب سوريا، وسيرئس الاجتماع المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، الذي توسط بين الطرفين في الأسابيع الأخيرة. (زاكروس – وكالات)
أيها المسلمون:
إن من الواجب اليوم فضح الخيانة الجديدة التي تُطبخ على نار أمريكية-صهيونية في الشام! فسمّوا الأشياء بأسمائها. ففي خضم دماء الشهداء التي لم تجفّ، ومعاناة أهلنا في الشام التي لم تهدأ، يخرج علينا أحمد الشرع بخطوة جديدة تكشف بوضوح موقعه أداةً أمريكية في مؤامرة تصفية الثورة. فقد كشفت تقارير إعلامية ترتيبات لاجتماع قمة أمني يضم (الشرع) ومبعوثين أمريكيين ومسؤولين كبارا من كيان يهود، تحت غطاء (منع التصعيد) في سوريا! وأخطر من ذلك أن محور الاجتماع سيركز على (زيادة التنسيق والتواصل بين إسرائيل وسوريا). فهل أوضح من هذا في الخيانة؟
إن هذا الذي يسمى «التنسيق الأمني» ما هو إلا إقرار ببقاء سوريا دولة وظيفية، وبطيّ ملف الثورة بتواطؤ بين أمريكا وكيان الاحتلال. تطبيع خفي، ثم علني، مع الكيان الصهيوني، وخيانة لدماء الشهداء والمعتقلين والمهجرين.
أيها المسلمون في الشام:
إن ما يفعله الجولاني هو خيانة لله ولرسوله وللأمة ولأهل الشام، وواجبكم الشرعي والإنساني أن تفضحوه وتتبرؤوا من خيانته علناً، وتقفوا في وجهه وتأخذوا على يده قبل أن يوردكم المهالك، وأن ترفضوا أي تسوية ترعاها أمريكا أو تنسق مع الكيان الصهيوني.
واحذروا عبادَ الله أن تُلبسوا أحدًا ثوب الصلاح والورع، أو ثوب الحكم بالعدل والإحسان، وهو لم يلبسه، فإنكم بذلك تفسدون عليه دينه، وتفسدون على أنفسكم دينكم ودنياكم. لا تمدحوه، بل قوموه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب” [رواه مسلم ٣٠٠٢]. وكان الصحابة والسلف الصالح لا يمدحون أحدًا في وجهه، ولا سيما إذا كان صاحب سلطان، لما في ذلك من فتنة للنفس، وغرور يهلك صاحبه. فإن التطبيل للحكام الظلمة، ومدحهم بما ليس فيهم، وتبرير جرائمهم، والسكوت عن خيانتهم، هو نوع من الركون إلى الظالم، وقد قال الله تعالى محذرًا: (وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ) [هود: ١١٣].
احذروا كل من يسوّق للباطل أو يغطيه بلبوس الشرع أو الوطنية أو المصالح، فإن هذا الركون للظالمين يُوجب العقوبة من الله، ويهلك الأمة في دينها ودنياها. احذروا صناعة الطواغيت بألسنتكم. فالسلطان إذا سمع المدح كثيرًا، سكر به، وإذا خُدِع بالثناء الزائف، طغى وبغى، وإن لم يجد من يردعه أو ينصحه، أفسد في الأرض وهو يظن نفسه مُصلحًا. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن نصحه أحد رعيته: “لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها”. فقولوا الحق للحاكم، ولا تجاملوه، ولا تخافوه، فإن الحق لا يُبنى على التملق.
إن خلاصكم كما جاء في وحي السماء: (ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ) [الحج: ٤١]. فلا عزّ لكم إلا بدولة إسلامية تقيم شرع الله في الأرض، يقودها إمام راشد يحكم بكتاب الله، يجمع الأمة، ويحرّر الأرض، ويقطع يد الغرب الكافر ويهود عن بلادنا. تذكّروا قول الله تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ) [المائدة: ٥١]. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده) [رواه أحمد وأبو داود].
(هَٰذَا بَلَٰغٞ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِۦ وَلِيَعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٥٢)
1447-02-17