العدد 468 -

السنة التاسعة و الثلاثون ، محرم 1447هـ الموافق تموز 2025م

 هل الحوثيون جماعة متمردة؟ أم هم أداة متعددة الوظائف؟

مؤنس حميد – العراق

للإجابة على هذا السؤال لا بد من الغوص في هذا الملف المعقد، والتوغل في شبكة المصالح الجيوسياسية التي تتجاوز حدود اليمن في ظل صراع النفوذ البريطاني القديم والنفوذ الأمريكي وأدواته.  

ربما يكون على رأس الأهداف الأمريكية تكريس واقع التجزئة اليمنية، وتحويل اليمن إلى دولة هزيلة ممزقة. كما يتبين أن للحوثيين دورًا في الصراع البحري الحالي، لأسباب قد تجعل أمريكا غير مهتمة بإنهاء هذا الملف طالما يضمن بقاء حكام الخليج تحت مظلة الحماية الأمريكية.  وربما يؤدي إبقاء الحوثيين دورا لدفع حكام الخليج إلى قبول الشروط التي تفرضها أمريكا على المنطقة في شأن مفاوضات التطبيع مع كيان يهود. نعم إن الحوثيين يشكلون ذراع طهران في اليمن، ولكن يبقى وجودهم لا يشكل خطر على أمريكا، بل على العكس، قد يتيح استنزاف طهران عبر حرب الوكالة لإدارة الصراع بين أمريكا وبريطانيا، من خلال تزويد إيران للحوثيين بالأسلحة والمسيّرات.

كذلك ربما هذه الإستراتيجية تتوافق مع طموحات أمريكا لبقاء طهران تحت المطرقة، دون مواجهة فعلية. كما أن بقاء الملف الحوثي مفتوحا هو مبرر دائم للوجود العسكري الأمريكي في البحر لاعتبارات أمنية، تتعلق بتهديد الحوثيين لطرق الملاحة الدولية، وبالتالي فهو مبرر لبقاء التواجد العسكري الأمريكي وعسكرة البحر في هذا الممر الحيوي، من خلال تحالفات دولية تقودها أمريكا، وهو يعزز حضورها في مواجهة العملاق التجاري الصيني .

وكذلك ربما يكون من أهداف بقاء هذا الملف دمج كيان يهود في ترتيبات أمنية إقليمية، كي يسهل التعاون مع دول الخليج، باعتبار أن الحوثيين يشكلون المحور الإيراني.

كذلك من أهداف استدامة هذا الملف بقاء حكام الخليج في حالة اعتماد دائم على أمريكا في حمايتها لطرق الملاحة، كي تبقى واشنطن صاحبة اليد العليا في المعادلة الأمنية. 

وكذلك تستخدم أمريكا هذا الملف لضبط طموحات كيان يهود، باعتماد الحوثيين فزاعة لضبط علاقة الكيان مع الطموحات الأمريكية.

ربما تكون هذه خلاصة المصالح المتشابكة، لتبقى كفيلة بجعل الحوثيين أداة متعددة الوظائف في يد أمريكا عدوة الشعوب. لذا سيبقى ملف الحوثيين مفتوحا طالما هو يخدم المشاريع الأمريكية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *