إن لم تكن إمارة حكام المسلمين إمارة سفهاء، فمن إذا؟
ساعتين مضت
المقالات
1 زيارة
م. باهر صالح – فلسطين
عن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله ﷺ: أعيذك بالله من إمارة السفهاء، قال: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أمراء سيكونون من بعدي، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فليسوا مني، ولست منهم، ولن يردوا علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ويصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني، وأنا منهم، وأولئك يردون علي الحوض. رواه الترمذي والنسائي.
لقد تجلت سفاهة الحكام في جولة ترامب الأخيرة للخليج أيما تجلّ، فشاهدت الأمة مشاهد سفاهة الحكام وهم يحتفون بعدو الله وعدو الأمة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويفرشون له الأرض بالسجاد الأحمر والبنفسجي، ويحتفلون معه في القصور الفاخرة بعد أن جمعوا له الأمراء والسفراء والأتباع، وكأنه نزل عليهم من السماء!
ثم قدموا له آلاف المليارات من الدولارات إلى أن بلغت على حد تصريح ترامب نفسه 5,1 تريليون دولار، أي خمسة آلاف ومائة مليار دولار، تحت تصنيف صفقات واستثمارات كاذبة، لا تعود بالنفع إلا على أمريكا وترامب الذي هو نفسه تفاخر بذلك باعتباره الإنجاز الذي عاد به لبلده.
فهل هناك سفاهة أكبر من أن يقوم المرء بالاحتفال بعدوه ودعمه وتقويته على نفسه؟!
وهل هناك سفاهة أكبر من أن يفرط الحكام بمقدرات الأمة وثرواتها الهائلة بجرة قلم دون شرط ولا قيد؟! بينما بطون المسلمين وأطفال المسلمين فارغة، ومدنهم مدمرة وبلادهم من أكثر بلاد العالم فقرا؟!
ما أحوج الأمة إلى حاكم يتقي الله فيهم وفي أموالهم وأعراضهم ومصالحهم، ويكون سهره وهمّه كهمّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: “لو أن جملا أو قال شاة أو قال حملا، هلك بشط الفرات، لخشيت أن يسألني الله عنه”.
1446-11-28